تطوير ذاتي

مشاعر الحسرة…أسبابها و علاجها

Depression

أسباب و طرق علاج عوارض الحسرة و الندم في الحياة ، جميعنا نشعر بالألم و الحزن في حياتنا، و بالرغم من أن الحزن هو شعور طبيعي و صحي ولكن الإنغماس في الحسرة و الخيبة هو أمر مدمّر ذاتياً، من الإشارات التي تدل على أنك نسير في هذا الإتجاه على سبيل المثال هي الشعور بأن مشاكلك هي أسوء بكثير من أي شخص آخر، أن سوء الحظ هو السبب الأساسي في ما حدث لك و أن المشاكل تتراكم بشكل أسرع من الآخرين، الشعور بأنه لا يوجد أحد قادر على فهم مقدار صعوبة حياتك، تتحدث كثيراً عن الأمور التي سارت بشكل خاطئ خلال يومك دون ذكر لما سار بشكل جيد، تتذمر بأن الحياة غير عادلة و أن حياة الآخرين أسهل بكثير.

أسباب الشعور بالحسرة:

  • الظن بأن الحسرة تساعدنا على حماية أنفسنا من مخاطر مستقبلية عن طريق التركيز على السلبيات التي سوف نواجهها جرَاء المشكلة التي حدثت ظننا منا بأن هذه الجهوزية للعواقب سوف تخفف من أثرها علينا.
  • رغبتنا في جلب إنتباه الآخرين عن طريق إستعطافهم لمصائبنا لسماع كلمات عاطفية ترضينا نفسياً تحدث مفعول إيجابي و لكن مؤقت، و هذه الآلية شائعة جداً لمن يخافون من رفض الآخرين لهم و الظن بأن هذه الطريقة سوف تدفع الآخرين للمساعدة.
  • رغبتنا في تحويل الحسرة إلى شعور مقبول و الإستمتاع به كأنه إنجاز مكتسب لم يحصل عليه أحد غيرنا مما يجعلنا نرضى الهروب من المسؤولية، عندما نتحدّث لرؤسائنا في العمل عن مصائبنا نأمل بأن لا يتطلبون منّا الإنجاز تعاطفاً.
  • حالة النكران الذاتي عندما نظن أن شيئا ما سوف يتغير و أن العالم سوف يسمع لصراخنا الداخلي و يكون اكثر عدلاً و لكن لن يتفاعل العالم معنا بهذه الطريقة.

 أخطار الشعور بالحسرة:

الحسرة هي شعور مدمّر ينتج عنه مزيد من المشاكل و له عواقب سيئة، عدم الشعور بالأمتنان من أن ما حصل لنا كان من الممكن أن يكون أسوء و أننا ما زلنا بخير يقودنا إلى مشاعر سلبية تضاف إلى حجم المشكلة الأساسية. هذه العقلية بالتفكير تعوق حياتنا في النواحي التالية:

  • مضيعة الوقت. شعور الحسرة يحتاج إلى كم كبير من الطاقة الذهنية و لا تقوم تلك بأي شيء في طريق الحل. حتى عندما لا نكون قادرين على حلّها لكننا نستطيع صنع خيارات للتعايش مع مشاكل الحياة بطريقة إيجابية. الحسرة لن تدفعنا بإتجاه الحل.
  • الحسرة تجلب المزيد من المشاعر السلبية. عندما تستحكم الحسرة علينا تشعل معها مزيد من السلبيات منها الغضب، الندم، الوحدة و تلك أيضاً تجر مزيد من مشاعر سلبية أخرى.
  • الحسرة من الممكن أن تتحول إلى نبوءة ذاتية محققة. عندما تصبح حياتنا حزينة لن نكون قادرين على الإنجار بأفضل ما لدينا من طاقات مما يسبب مزيد من المشاكل و الخيبات و بالتالي جلب مزيد من الحسرة و هكذا.
  • الحسرة تمنعنا من مواجهة مشاعر أخرى لأنها تشكل عائقاً في معالجة الحزن و الغضب و تمنعنا من المضي قدماً في الشفاء بسبب تركيزنا على الأشياء التي يجب أن تتغير عوضاً عن قبولنا بالوضع الراهن.
  • الحسرة تجعلنا نتجاهل الأشياء الإيجابية في حياتنا. إذا حدث خمس أمور إيجابية في اليوم و أمر سلبي فإن الحسرة تجلعنا نركّز على السلبي فقط.
  • الحسرة تؤثّر على علاقاتنا الإجتماعية و ذلك بسبب أن توصيفنا بأننا ضحية ليس بالصفة الجذّابة عند الآخرين و سوف يبتعدون عنا بالتدريج.

طرق التخلّص من مشاعر الحسرة:

لتخفيف معاناتنا من الحسرة يجب علينا أن نغيّر سلوكنا و نمنع أنفسنا من الإنغماس في جلد الذات و أفكار الندم و تحويلها إلى مشاعر إمتنان، عندما تلاحظ بأن مشاعر الندم تتسلل إلى حياتك قم على الفور ببذل مجهود واعي لفعل شيء مغاير لتلك المشاعر، أحياناً بعض التغيرات السلوكية البسيطة تثمر نتائج كبيرة، قم على سبيل المثال بمساعدة شخص ما بأمر انت على دراية به، أو قم بعمل يحتاج إلى مجهود فكري أو عضلي كرياضة معينة أو قراءة كتاب أو أي شيء يبعد تفكيرك عن المشاعر السلبية، المفتاح في الحل يكمن في أن تجد النشاط الذي يطفئ من حرارة الشعور بالندم عن طريق تجربة بضع أشياء فالأمر يختلف من إنسان لآخر.

قم بتغيير الأفكار التي تسبب الحسرة، يمكنك أن تنظر إلى الأحداث التي تجري في حياتك بطرق عديدة، حاول إختيار النظرة الإيجابية في كل موقف تتعرّض له، قدرتك على النظر بإيجابية و واقعية في تحليل المواقف ليس بالأمر السهل بل يحتاج إلى التدريب و الممارسة و لكن من المؤكد الوصول الى الهدف بالنهاية.

بدّل شعور الحسرة بشعور الشكر و الإمتنان، فالأول سببه القناعة بأنك تستحق أكثر و الثاني ينتج من قناعتك بأن لديك أكثر مما تستحق، ثبّت القناعة في نفسك أن هناك لا يزال خير في العالم، ليس من الضروري أن تكون ثرياً، ناجحاً بشكل ساحق أو لديك حياة كاملة لتشعر بالإمتنان، جميع أصناف البشر يمكن أن يصابوا بالحسرة بالرغم مما لديهم من أشياء أنت لا تملكها، الأنتقال إلى مشاعر الأمتنان يحتاج إلى مجهود إضافي ولكنه ليس صعباً و يحتاج منك فقط إلى البداية في النظر إلى الأمور الأيجابية التي تملكها و تركز طاقة مشاعرك في الإعتراف بها و عدم تجاهلها.

ترك مشاعر الحسرة يجعلك أقوى و هذا سببه أن مشاعر الأمتنان و الشكر تولّد الصحة النفسية بل و الجسدية أيضاً حسب إحصاءات و تجارب عديدة يمكنك أن تلاحظها بنفسك ممن حولك.

تعليقات