خرافات و حقائق و مفاهيم مغلوطة حول المال يجب تصحيحها ، ما هو المال و حقائق حول كيفية الحصول عليه و مفاهيم و رؤى حول الأغنياء و طرق جمع الثروة و دعوة لتغيير طريقة تفكيرنا حول مفهوم المال
المال هو أصل الشرور جميعاً
إذا كنت متديناً فغالباً قد سمعت هذا من قبل. و لكن العبارة الأصح هي “حب المال هو أصل الشرور جميعاُ”. المشكلة في هذا أن المال هو مجرّد وسيلة لتحقيق نتيجة، بينما الشر نفسه هو نتيجة. المال ليس خير أو شر. هو فقط كيفية استخدامك له. السيارات تقتل الكثير من الناس، لكن في النهاية السيارة غير مسؤولة بل الشخص الذي يقودها. المال هو أيضاً أصل لإعمال الخير. لا مسجد ولا كنيسة و لا مشفى يمكن أن توجد لولا وجود المال.
معظم الأغنياء غالباً قاموا بشيء سيء أو غير نزيه ليحصلوا على المال
إذا كان كل ما يحتاجه الثراء هو فقط أن يكون الإنسان سيئاً أو مخادعاً، الا يعني هذا أن معظم الناس بإمكانهم أن يصبحوا أثرياء؟ لأننا جميعاً نعلم كيف نتصرف بشكل سيء أو مخادع. يعود سبب شيوع هذا المفهوم إلى وسائل الإعلام. معظم الأثرياء في وسائل الإعلام و الأفلام يتم توصيفهم كأشرار. تصبح القصة أكثر إثارةً عندما يملك الشرير سلطة أكبر من البطل و المال هو تلك السلطة الأقوى.
الوصول إلى الثراء يحتاج إلى الكثير من الجهد و المعاناة
من الواضح أن من يقول بهذا لا يعلم بالدخل المادي المستتر. الراتب الشهري الذي تتقاضاه من وظيفتك هو دخل مكتسب لأن عليك أن تعمل من أجله. ولكن الدخل المستتر هو المال الذي تقوم بجهد قليل للحصول عليه أو بدون أي جهد. فهو يأتي بشكل مستمر كل شهر.
الحصول على المال يحتاج إلى مسؤولية كبيرة
من الحق القول أن الإنسان عليه أن يكون مسؤولاً و منضبطاً في إدارة المال، لكن هذا يحتاج إلى مسؤولية أقل مقارنةً بمن يعمل في وظيفة لتوفير سبل العيش. نمط حياة الموظف في حضور عمله بوقت محدد، الإلتزام بقيود لباس العمل، طاعة القوانين بحذافيرها، و الإلتزام بدفع الفواتير بوقتها يحتاج مسؤولية أكبر بكثير من مجرّد الجلوس مع محاسب لإدارة المال. أليس حجم المسؤولية و الضغط أكبر عندما يعتمد الإنسان على راتبه؟
الوصول إلى الثراء هو مسألة حظ و قدر
إذا كان هذا صحيحاً، كيف استطاع دونالد ترمب أن يصبح ملياردير بعد أن كان مديوناً بمبلغ يقدّر بمليار؟ لكي يتمكن من التعافي لا بد من وجود علم فيما يتعلق بالمال. لا بد من أنه كان يعلم شيء ما لا يعلمه هؤلاء الناس الذين ربحوا أموال من ورقة يانصيب ثم خسروها. نحن متأقلمين على الإعتقاد بهذا لأننا نسمي الأثرياء محظوظين أو مرضيين و نسمي الفقراء منحوسين أو مغضوبين. نحن نقول أن المسألة ليست حظ، ولكنها معادلة.
لكي تصبح ثرياً عليك أن تستخدم و تستغل الآخرين
معظم الأثرياء هي أصحاب أو رواد أعمال. لكي تنجح في عالم الأعمال، عليك بصناعة منتج أو خدمة يحتاج الناس شرائها بشكل طوعي. المواد الإستهلاكية لا يمكن فرض شرائها على الناس. المطربين يحصلون على الكثير من أموالنا. هم لا يسرقونه. نحن نعطيهم المال طوعاً لانهم يقدمون لنا موسيقى نرغب بسماعها أو مشاهدتها. إذن هم بطريقة ما يقومون بتلبية القاعدة الذهبية؛ قدّم للآخرين ما ترغب في أن يقدموه لك. لكي تصبح ثرياً عليك أحترام هذه القاعدة.
إذا كنت تملك الكثير من المال فهذا يعني أن شخص آخر سوف يملك مال أقل
قد قمنا بدحض هذه الفكرة سابقاً، و لكنها من أكثر الأكاذيب إنتشاراً و هي نابعة من جهل كامل بالنظام المالي، لذلك من المفيد أن نكرر. كل شخص لديه فكرة خاطئة بأن هناك كمية محدودة من المال في العالم، كقطعة كعكة يمكنك فقط أن تحصل على جزء منها. لكن في الواقع هي ليس كعكة بل مصنع من الكعك. كيف لك أن تظن أن ثراء شخص ما يسبب فقر الآخرين؟ هل صحة شخص ما تسبب مرض الآخرين؟ أو ذكاء شخص يسبب جهل الآخرين؟ هل أصبح ستيف جوبز و طاقمه أثرياء عن طريق سرقة أجهزة أي باد من المشردين و الفقراء؟ بالطبع لا. هي يقومون بطباعة المال كل يوم عن طريق صناعة منتجاتهم. السؤال هو، هل تقوم بصناعة أو إنتاج شيء له قيمة تعادل و تخولك الحصول على ما يتم طباعته من المال يومياً؟
حصولك على مال بشكل وافر يعني أنك جشع
فكرة الجشع مثيرة للإهتمام لأنه على ما يبدوا أنها تنطبق فقط على مسألة المال. فكّر بها من منظور آخر، هل الباحث جشع في حصوله على المعرفة؟ هل الرياضي جشع في حصولة على الفوز؟ هل أبطال كمال الأجسام جشعون في شغف بناء العضلات؟ كل هذه الأمور يمكن إستخدامها في الخير أو الشر. بعد دحض آخر مفهوم، لا بد أن تعلم بأنك لا تأخذ من الآخرين عند حصولك على شيء.
المال يخلق الكثير من المشاكل
فقط في حال قمت بإدارته بشكل سيء. عندما تحسن إدارة المال فإنه سوف يحل الكثير من المشاكل. ألا يسبب المال القليل أو إنعدام المال مشاكل أكثر؟
نحتاج إلى المال للحصول على المال
هذا أمر صحيح نوعاً ما. لا يمكنك أن تكسب المال في الأسهم دون أن تقوم بوضع مال للاستثمار بها. لا يمكنك بدء مشروع تجاري بدون رأسمال. حتى تحصل على الكثير من المال، عليك أن تنفق أيضاً. و لكن ليس عليك أن تنفق كثيراً. في الواقع المال هو مجرّد فكرة و الأفكار بحد ذاتها يمكن أن تباع للحصول على مال. هناك أشخاص كسبوا 10 آلاف دولار في يوم واحد فقط باستخدام قلم و ورقة و أبرام عقد في مجالات الإستثمار العقاري.
لا يجب أبداً أن تسعى للحصول على مال أكثر من حاجتك
قد تكون تعلمت هذا من أبويك؛ بأنه عليك أن لا تطلب أكثر مما تحتاج. هم يناقضون أنفسهم عندما يقولون لك أيضاً أنه عليك أن تكمل وجبتك من الطعام لأن هناك آخرين يموتون جوعاً في مكان آخر في العالم. حالياً أنت على الأغلب تملك أكثر مما تحتاج. هل فعلاً تحتاج إلى كل ملابسك، أو كل الأقنية على التلفاز؟ كل الأثاث المنزلي؟ بالنسبة للنساء، هل يحتاجون إلى كل أحذيتهن؟ الأهم من كل هذا أن العيش في تقشّف يضر بالإقتصاد بينما الإنفاق بكل طاقته يساعد على النمو و خلق فرص عمل للناس.
من الصعب أن نصبح أثرياء في إقتصاد سيء و متدني
هذه الفكرة تنبع من حقيقة أن الموظفين ليس لديهم فرصة في زيادة في الرواتب في إقتصاد سيء. لكن الموظف لا يصبح ثرياً أبداً من خلال وظيفته. يظن الكثيرون أنه من الخطورة البدء بمشروع تجاري في حالة ركود إقتصادي. لكن السبب الوحيد الذي من أجله تقوم ببدء مشروع تجاري هو تلبية حاجة أو حل مشكلة لأنه إن لم يكن من أجل هذا فلن ينجح المشروع. أي إقتصاد تظن أن لديه مشاكل و حاجات أكثر، الإقتصاد السيء أم الإقتصاد الجيد؟ في الإقتصاد السيء هناك مشاكل و حاجات أكثر مما ينتج عنه فرص أكبر.
المال ليس له أهمية أكثر من الحب، الصحة، و السعادة
كيف لك أن تقوم بمثل هذه المقارنة؟ كأنك تسأل ما هو أكثر أهمية للإنسان، الرئتين أم القلب؟ بينما كل منهما له وظيفة يبقى لهم الأهمية ذاتها.
يجب أن تكون ذكياً جداً لتصبح ثرياً
الكثير من الأثرياء لم يكملوا تحصيلهم الجامعي، الثانوية العامة أو حتى ما قبلها. يمكننا ذكر قائمة كبيرة من الأسماء و لكن يمكننا إختصارها بإسم واحد: سدني وينبرغ، مدير في شركة غولدمان ساكس، الملقب بسيد وول ستريت، لم يكمل الصف السابع.
المال يفسد الطموح الفني
هل يمكن لهذا الطموح أن يتحقق بدون المال؟ غالباً لا. أدوات الرسم تكلف المال. صناعة السينيما تنفق المال الكثير لصناعة الصورة السينمائية أي أن المال يدعم الفن.
ليست من الأخلاق أن تصبح ثرياً عندما لا يملك الآخرين شيئاً
كيف يمكن لفقرك أن يساعدهم؟ أليس من الأفضل أن تملك المال و تنفق مما يعود بالفائدة عليهم؟
إستثمار الأموال فيه خطورة
بعض الإستثمارات خطرة. لكن في معظم الأحيان هذا ما يقوله لك الوسطاء الماليين بهدف إقناعك بشراء إستثماراتهم. قليلاً ما يقوم الوسطاء الماليين أنفسهم بالإستثمار، و نادراً ما يستثمرون في ذات المنتج الذي يقومون ببيعه. هم بكل بساطة يعتمدون على العمولة. و لكن معظم هذه الإستثمارات التي تجني لك 3% هي خدعة أو إحتيال. يقوم الوسطاء الماليين بأخد أموالك و جني 10% أرباح و يأخذون أكثر من نصفها لأنفسهم. أليس من الأفضل أن تتعلّم كيف تقوم بالأستثمار بنفسك؟ إذا كانت المخاطرة تجعل الناس أثرياء فأذن علينا أن نقوم بالقمار بدل الأستثمار.
المال لا يشتري راحة البال
يعود هذا الإعتقاد إلى مفهوم أن الأنسان يمكنه أن يعيش “حياة بسيطة”. و لكن نحن نعيش في عصر لا يوجد فيه ثبات في وسائل الحياة، هناك فواتير شهرية يجب أن تدفع. لا يوجد بالفعل مفهوم الحياة البسيطة، لأن الحياة بأبسط أشكالها تحتاج إلى الكهرباء، الماء، الهاتف، الإجارات، الطعام، و هذه الأشياء تتغير كلفتها باستمرار. أذا كنت تكسب المال الكافي لتغطية نفقاتك الأساسية فقط ماذا سيحدث عندما تتعطل سيارتك؟ أو تمرض؟ أين راحة البال في هذا الحال؟
أفضل الأمور في الحياة يمكن الحصول عليها بالمجان
هناك قول شائع بأن المال لا يشتري أبسط المتع في الحياة. لكن ما هي تلك المتع؟ النوم براحة بال؟ وقت مرح تقضيه مع أصدقاءك؟ حب حقيقي؟. قد يكون النوم مسألة مجانية و لكن أين المتعة في النوم مع قلق سداد الديون و دفع الفواتير و تأمين سبل العيش. هناك حكمة تقول: “أن تخلد إلى فراشك و أنت تشعر بالأرق أفضل من أن تستيقظ و أنت مديون”
4 نصائح أخيرة فكّر بها فيما يخص طريقة تفكيرك:
- سواء كنت تعتقد أنك تقدر أو لا تقدر فأنت على حق في كلا الحالتين
- لا شيء في الحياة له معنى ما لم تعطيه معنى بنفسك
- لا تظن بأن أي فكرة لديك هي مجرّد فكرة، بل هي حقيقة، ضعها تحت المجهر و لا تأخذها بشكل بديهي.
- الوظيفة الأساسية لعقلك ليست أن تجعلك سعيداً، تنعم بالصحة، أو أن تصبح ثرياً بل وظيفته حمايتك لذلك عليك أن تحارب عقلك لتقوده بإتجاه تحقيق أحلامك.